خاطرة " معجزة الهوى" لألاء عبد الجبار كايد.
مُعجزِةُ الهوى
مرحبًا عزيزي، كيفَ هو حالكَ؟، بالرُغمِ من معرفتي لجميعِ أحوالكَ، فعيني لم تغفل عنك لثانيةٍ، كُنتُ دائمَةَ الاطّلاعِ عليكِ و على جميعِ أخباركَ، تمنيتُ كثيرًا لو لم تُفرقنا الأيامُ، فأنا أحببتكَ بولهٍ ولا زلتُ أكنُّ لكَ ذاتَ المشاعرِ، أجبرتُ على الإبتعادِ عنك ذاتَ حينٍ، فرقتنا المسافاتُ و الأشخاصُ، لكنني لا زلتُ أهواكَ كأولِ يومٍ التقيتُكَ فيهِ، لا زالَ قلبي ينبِضُ عند ذكر اسمك و تتلعثمُ حروفي و تتضارب و تضطرب نبضاتُ قلبي عندما أذكُركَ، لا زلتَ تسكُنُ في جوفي و كأنّنا لم ننفصل للحظةٍ.
كم أطمعُ بعفوكِ يا حبيبَ الفؤادِ، كم أتمنى أن نصفحَ عمّا مضى، و أن نجتمعَ من جديدٍ، لتلتئمَ جروحنا، لتكتملَ أرواحُنا، لنُحرق ماضينا البائسَ ذاكَ و نتطلعَ لغدٍ أجملٍ يزهو بهيامنا اللا مُتناهي، لنجتمعَ من جديدٍ ولا يُفرقنا شيءٌ سوى الموتِ، لنتخطى جميعَ العواقبِ معًا يا رفيقَ قلبي و دربي، لنتناسى أخطائنا التي أرتكبناها و أودتْ بنا إلى البينِ يومًا، لنكمل بنيانَ حبنّا من حيثُ توقفنا، ليكونَ بناءً شامخًا يصعُب على أحدٍ مواجهتهُ في هذا الكونِ.
رجائي الوحيدُ منكَ يا ساكنَ ذاتي، هو أن تعفُ عنّي ولتعد إليّ من جديد، لنأسس
حياةً جديدةً تتمحورُ حولَ عواطفنا و عشقنا، لنرحل عمّن أرادَ بنا السوءَ، و ليدوم عشقنا حتى مماتنا، فندفن سويًا، ليُقال عنّا أحبّوا بعضهم بولهٍ، توفوا على هذا الحُبّ، فدفنوا بجانبِ بعضهم و حُفِر على قبورهم عباراتٍ يكمنُ بين حروفها معانِ الودادِ و الهوى، و لتكنْ إحدى العباراتِ التي سَتُكتبُ على أضرحتنا "لم يكتفوا من حبهم في الدنيا فاختاروا ان يكونوا رفقةً في الآخرة".
ليتعجبَ من حبنا جميعُ المارةِ من قبورنا و كُلّ قرّاء حكايتنا، ليُكتبَ بنّا رواياتٍ و قصصٍ تُسردُ و كأنها خيالٌ، و تُعرَضُ على شكلِ مُسلسلٍ أو فيلمٍ، فتدفع المشاهدَ للتمني بأنْ يحيا قصةً مُرادفةً لها، لنكونَ معجزةً تُلهمُ المُحبّينَ، في زمنِ انتهتْ بهِ المُعجزات.
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا من فضلك و تذكر "ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد".