رهام يوسف معلّا تكتب: شيزوفرينيا.
بعنوان : شيزوفرينيا قالت: احتضنت أناساً كنتُ أهوى لقاءهم، بكيت على كتف ذاك الجدار الذي تمنيته كتفه، صرخت بأعلى صوتٍ لديّ، كتمت حتّى فقدت الوعي، رأيت الكون من عينيه، وكنت أستقيظ لأجله فقط، وقمت بقتل أشخاص في مخيّلتي كانوا يستحقون ذلك فقد تأذيت منهم كثيراً، قابلت الكثير من البشريين والخياليّين، ذهبت في جولةٍ حول العالم، ضحكت على مشاهد مُبكية، وبكيت في أشدّ اللحظات فرحاً، قمت بضرب الحائط ظنّاً منّي أنّه أحدهم، تحدّثت مع نفسي كثيراً، ولأوقاتٍ طويلة، وحدّثت أهلي أثناء نومهم وقد أجابوني! نعم أجابوني ألا تصدّقوني؟! وأيضاً قبّلت جبين أبي الشهيد، وفتح لي ذراعيه لأرتمي بحضنه كما لو أنّني في الرّابعة من عمري، تزوّجت وأنجبت أطفالاً رائعين، وكان زوجي رائع مثلهم، لكنّ مخيّلتي قَتَلَتهُ أيضاً في يوم من الأيّام، لعنت وشتمت البعض، وصفعتُ بعضهم الآخر كما صفعوني على قلبي، كما أنّني ضربتهم حتّى الموت، وجاءت أيّامٌ تخيّلتُ جنازتي بعد موتي، لكنّ المُضحك أنّي بكيتُ معهم على فراقي. أعادوها إلى غرفتها بالمصحّ العقليّ حيث أخذها النّوم الأبديّ. رهام يوسف معلّا.