نحن صنائع أمهاتنا للكاتبة التونسية " سلمى صدراوي".

 سلمى صدراوي /تونس

العنوان .. نحن صنائع أمهاتنا

• الفكرَة التي لَن أغيّرَهَا أبدًا هيَ ؛ أنّ الأنثى مرٱةُ أمّهَا شَبيهتهَا و حَليفتهَا سَلبًا كَان أم إيجَابًا ، الإبنَة التي رَأت أمّها زَوجَة صَالحَة تَحترمُ أبَاها وتَحمي عَرينَها كلبؤَة شُجَاعة وتَبني أعمدتهُ من الصّبر والوَفاء و حُسن المُعاشرة فحتمًا سَقتدي بهَا عندَ زَواجهَا ..

 والإبنَة التي رَأت أمّهَا تُمارسُ عُقدها الشّيطانيّة من حَسد وحقد ونقمَة وتَحطيم وحتّى السّحر على مَن هُنّ أفضلُ منهَا ومَن يُذكّرنَها بنقصهَا فحتمًا ستَتولّى زمَامَ مَكرهَا و تُعينهَا على شُرورهَا ، 

والإبنَة التي تَرعرعَت على يد أمّ أصلهَا طيّب و ثَابت لَم تُدرّسهَا قوَاعدَ الخُبث و النّفَاق و التّلوّن و نُكرَان الجَميل لَم تُدرّبها على فُنُون الطّعن و الغَدر فحتمًا لَن تجدَ ذَلك في مُعاملاتهَا ولَن تَتجرّأ عَلى مُخالفة دُستور أمّهَا ..

والإبنَة التي أرضَعتهَا أمّها النّميمَة والبُهتَان وإذَاعَة الأخبَار و هَتك الأعرَاض و إختلاق الإشَاعَات وإفشَاء الأسرَار لَن تَتجرّدَ من شَوائب تلكَ الأمُومَة أبدًا ..

الإبنَة التي رَأت أمّها مُؤدّبَة لا تَنبشُ أخبَار غَيرهَا ولا تتطفّل على مَا لا يَخصّهَا ولا تُراقب ولا تَسترق السّمعَ ولا تَحشر أنفهَا أينَما حلّت ولا تُلقي الأحكَام و التّهَم و النّقد على الإنَاث حتمًا ستمشي على خُطَاهَا ..

الإبنَة التي حضَت بأمّ مُحتشمَة قولًا و فعلًا تَحترمُ أبناءهَا ولا تَتفوّه بألفاظ سوقية دنيئة أمامهم أبدًا و تَعلمُ حدود طرحها لبعض المَواضيع ، رَصينَة أمَام الرّجَال بَريئة من التّغنّج المقزّز و الإنحلَال محترمة تعلمُ جيدّا متى يجبُ أن تتحدّث ومتى يجبُ أن تسمع فَقط حتمًا ستضع ذلك نصبَ عَينيهَا في كُل تَعاملاتها ..

نحنُ صَنائعُ أمّهاتنَا نحنُ عجنُهنّ و خَبزهنّ إن لَم نأخذ منهنّ الكَثير أخذنَا منهنّ القَليل المهمّ ..



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار حصري مع الكاتب السوري "محمد حاج علي"« انا قلم يقاتل من أجل الحرية».

سعداوي اماني تكتب :" يا أماه".