مشكلة انتشار كتب ذات مستوى هابط بقلم أميرة غربي.
مشكلة انتشار كتب ذات مستوى هابط..
تجرف عاصفة الرياء والعجب أقدام الناس إلى جرف هار فتنهار كل الأعمال ويؤدي ذلك إلى عدم الانتفاع بالعلم والمعرفة، فقط مجرد صورة وشهادة على الحائط قد علقت، حينها الكتب تصبح لا قيمة لها ولا لكاتبها المرائي..
إن من بين أهم وأعمق المشكلات التي تواجه الدول العربية؛ هي كثرة التأليف رياءا وسمعة وهذا ما يؤدي إلى انتشار كتب ذات مستوى هابط، ولايرقى أن يوضع على رفوف مكتبة أحدهم، فتصبح الكتب لا قيمة لها ويعيش المجتمع بين سرداق التقليد، فقد أصبحنا نرى الآن التسابق والتنافس في سرعة التأليف والنشر أكثر من أي وقت مضى، أما إن نظرنا إلى المحتوى فنجد أنه محتوى يمكن أن يكون رديئا وليس هذا المشكل بعينه، إنما اللغة الرديئة التي لا ترقى للغة الفصيحة وتهاون دور النشر في قضية التدقيق والتنقيح الجيد للأعمال.
كان العلماء قديما يألفون الكتب بلغة راقية أمثال ابن تيمية ، مالك بن نبي.. التي لو قورنت في هذا العصر بأشكال التأليف الآن لهرب السبع (الأسد)من الأرنب فشتان بين هذا وذاك.
وأقترح أن تخصص أماكن بتنقيح الأعمال ونقدها قبل الإرسال إلى دور النشر، وأيضا علينا بالتهام الكتب قبل الإقبال على النشر، وأخذ وقت جيد في التفكير في الموضوع والمحتوى لترتيب الأفكار وتطويرها.
-استشارة الخبراء الذين لديهم أعمال جيدة وراقية المستوى، ولأن الكتب تدل على معيار تطور البلدان نأسف كل الأسف أن نجد بلدا عربيا يتسابق لشيء دون الإجادة فيه، والرسول _صلى الله عليه وسلم _قال: "من عمل منكم عملا فليتقنه".
-يظن البعض أن الكتابة وسرعة النشر مجرد لعبة، وهم لا يدرون أن الكتاب يرفع الأمة وقد ينزلها أسفل السافلين، وكما قالت الباكستانية ملالا يوسفزاي:" طفل واحد ،أستاذ واحد، أو كتاب واحد يستطيع تغيير العالم"(one child ,one teacher ,one book can change the world
- نجد العديد من الكتاب يخطئ في كتابة جملة واحدة، وهذا العار الذي وجدناه في أغلب الكتب ..الكاتب لما يقرأ كتاب أكيد هدفه الأساسي أن يرى أفكارا جديدة، لغة فصيحة، لكن أين هي الآن؟.
نعم، إنها عدم القدرة على إصدار الجديد والتميز بفكرة جديدة، و بالتالي يكون التقليد الأعمى للقدماء (التكرار في المحتوى والأفكار) حتى صرنا نجد أن أغلب النصوص تسرق، ألهذه الدرجة نحن عاجزين على إنتاج الجديد حتى وقعنا في غيابة التقليد؟.
-وكما يقال إذا تخلى الراعي عن رعيته عاثت الرعية فسادا في وحل الآفات، وكذا هو الوضع بالنسبة للكتابة فقد نجد الكاتب الفصيح، طليق اللسان يتخلى عن هذا المجال فيأخذ شخص ليس له أي خبرة وخاصة التجربة يحل محله.
-غياب دعم الكتاب وهذا من أبرز الأسباب فتكاليف الطبع الآن باهضة الثمن .
ومن الأسباب أيضا المقارنة؛ كأن أقارن نفسي بكاتب فصيح لديه العديد من المؤلفات، بأني أستطيع أن أكون مثله ...بلى، نعم تستطيع لكن فلننظر إلى خبرته وتفننه وتجاربه في الكتب، وكم قرأ من كتاب قبل أن يدخل عالم التأليف.
وهذا ما يسمى "بتحقيق الطموح دون خبرة".
-طبعا وأهم شيء الرغبة في الشهرة، وهذا ما يعتبر فكرا دنيئا قد توشح شعبا اختاره الله ليكون قدوة لغيره .
ويجب أن نعرف أن الأدب وبالأخص اللغة العربية هي لغتنا الأم، التي لا نقبل أن تشوه بمستوى رديء.
وأخيرا، يظل القلم بين أيديكم فشمروا على سواعدكم لكتابة نص راق ومزجه بلغة فصيحة تذهل القارئ..
أميرة عبد العزيز غربي
الجزائر.
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا من فضلك و تذكر "ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد".