خاطرة بعنوان طفولتي" المغربية فاطمة الزهراء لوديي.

 طفولتي.

عن طفولتي سوف أتحدث، أبكي على الورق إن صح القول.

-ظلام ، سواد ، ضباب ، و مطر دو لهيب النار، مرت تلك المرحلة كأنها المرحلة الاصعب في حياتي ، لم اكن كأي فتاة ، او طفلة ، كنت عبدة ، لمشاعر الحزن ، قُتلت ، ومرت علي غيمة البؤس ، لنشرة امطار غزيرة مصحوبة بقلق شديد جدا وليس كأي قلق ، إنه حزن، هم ،غم ،و اضطهاد ... فما بالها طفولتي؟، وما الذي دفع بي إلى أن اقول هذا؟.

-‏-مسبقا لا اريد أن يحكم علي اي شخص كيفما كان، لان حياتي وان كانت عادية، في نظر البعض إلا أنها تحمل بين لفات ايامها حجرا ثقيلا مرصع بالذهب الكئيب ، والماس الممزوج بالتعاسة ، كل هذا والكثير ، فالشخصية التي امام اعينكم ، ليست إلا نتيجة مباراة بين الحياة والموت ، كان التعادل نتيجة لها ، فطفولتي مرت دون ان استمتع باي لحظة فيها ، كنت ممن يغلب عليهم طابع التوحد، في كل شيء ، كنت وحيدة لدرجة انك إذا رأيتني قلتَ : يا أسفاه ما بال تلك الفتاة ، يبدو وكأنها مرت بحرب، وأصيب كل شيء فيها ، و يبدو ان سهم الحزن قد أصاب قلبها ، انها صغيرة ، لا تستحق كل هذا ، وما بال عينيها ؟ كأنها تحمل ثقل الجبال بين جفونها ، يا إلهي لماذا قلبها يعزف لحن الموت ؟ تبدو وكأنها استسلمت منذ الوهلة الاولى..." قيل عني الكثير ، ولم اكن ممن يسمعون فيتأثرون، كان يغلب علي طابع اللامبالاة، الى يومنا هذا لا اتذكر متى كنت سعيدة ، بما املك ، حقا حياتي الطفولية مرة بسرعة الضوء ،كأنها تنافسه على المركز الاول .

-‏-كانت طفولتي تتميز بالهدوء في كل شيء ، اثناء الحرب كنت املك طاقة تجعلني ابدو قوية من الخارج ، ويا ويل قلبي المسكين الممزق ، كل نجوم السماء كانت تسقط على عاتقي ، حتى انني اليوم لا ارى النجوم كما يرونها البعض . انكسر قلبي ومهما حاول البعض لن يرجع كما كان ، وكيف كان ؟ لا اذكر حتى ! لا اعتقد انه كان جيدا بما فيه الكفاية. وروحي كيف حالها الان ؟ يبدو انها تستمتع في السماء، تركتني وحيدة كسهم فقد اتجاهه و ارتطم بحائط كسره ، طفولتي هي السبب ، هي الدافع وراء ستار الحزن الذي أرتديه ، طفولتي هل السبب وراء كل ما انا عليه ، من عدوانية ، تكبر ، وحدانية ، تصنع، تعجرف ، انكسار و موت متغلغل .

-‏أعتذر لرب السماء ، لأنني ارسلت له روحي باكرا ، ولم استطع الحفاظ عليها ،  اعتذر له لأنني مزجت دمعا بدم بارد جدا، لكن ما باليد حيلة ،الشمس حرقت الروح المقدسة التي وهبت لي ، والقمر لم يستطع أن يضفي عليها نورا . اعتذر لك لأنني كنت اذكرك دائما ، ربما ازعجتك بكثرة دعائي. واعتبر ايضا لأنني تهاونت حتى فقدت طعم الحياة ، وذلك ايضا بسبب طفولتي المريرة ،

-‏لا بأس هناك المستقبل ، سوف أعاني اكثر إن شاء الله ...

لوديي فاطمة الزهراء/المغرب.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار حصري مع الكاتب السوري "محمد حاج علي"« انا قلم يقاتل من أجل الحرية».

سعداوي اماني تكتب :" يا أماه".