حوار صحفي مع الصحفية السورية يارا جلال /مكتبة أميرة.

 من هي يارا جلال  ؟.


يارا جلال صحفية سورية من  أكراد دمشق، متزوجة وأم لطفلتين درست الأدب العربي في جامعة دمشق من مواليد 92


حدثينا عن اعمالكِ الادبية؟

أنا لست كاتبة، وليس من السهل أن يصبح الشخص كاتبا، وليس كل من يكتب يستحق أن يلقب بكاتب، نشرت محاولتي الكتابية الأولى نهاية العام الماضي.


من هو كاتبكِ المفضل؟

حقيقة ليس هناك كاتب أفضله عن دونه، أنا انجذب للأسلوب الأدبي العميق للأعمال الأدبية التي تحاكي الواقع أو تنقل رسالة معينة، لكن في المجمل أقرأ للعديد من الكتاب نجيب محفوظ، غادة السمان، غسان كنفاني، أدهم الشرقاوي، أحلام مستغانمي ... وأفضل أن اقرأ الأعمال العربية عن العالمية المترجمة.


كيف شعرتِ وأنتِ تتطلعين إلى ردود الفعل الأولى لقراء كتاباتكِ؟

لم اتوقع أن القى كل هذا التقدير وكل هذه المحبة، السعادة الحقيقة أن الرسالة التي تركتها بين سطور الرواية وصلت ولامست قلوب القراء، سعدت بكل الدعم الذي تلقيته سواء من أشخاص أعرفهم او من قراء تواصلوا معي مبدين إعجابهم بالرواية.


هل يكون معكِ دفتر ملاحظات تكتب فيه كل أفكارك يأتك الإلهام ولا تكونين في المنزل؟ 

الإلهام لا ينتظر المكان والزمان،  لذلك احرص دائما أن أدون مباشرة أفكاري، وحتى أحيانا أدون وأنا في الميترو أو الحافلة ، نستطيع القول أن الإلهام وليد اللحظة، وبقدر ما يأتي بشكل مباغت يرحل بشكل مفاجئ أيضا لذا أحاول  دائما أن أكون جاهزة حالما يأتي.


كيف تفسرين اليوم في عالم النشر بأن اغلب المؤلفين أصبحوا يستخدمون الإنترنت لنشر معظم أعمالهم؟.

الكتاب يفقد الكثير من جماله وقدسيته إن لم يكن ورقيا، لكن في المقابل  النشر عبر الإنترنت سهل على الكاتب والقارئ وخاصة في وقتنا الحاضر، ليس الكل قادر على شراء نسخة ورقية، والنسخ الورقية لا تتوفر في كل الدول، لذلك أرى أن الانترنت سهل عملية وصول الكتاب للقارئ، رغم إني لا أفضل ابدا أن يعتمد الكاتب على النشر إلكترونيا فقط. 

أما على الصعيد الشخصي  فأنا لا أفضل القراءة إلا من كتاب ورقي وبطقوس خاصة، يعني لابد أن نعطي للقراءة قدسية خاصة.


هل أردتِ أن تكوني كاتبة عندما كنت صغيرة ؟ 

الكتابة هو حلم طفولي جميل، أتذكر عندما كتبت أول مرة كنت في الصف الرابع أو الخامس، ومن ثم كأي فتاة مراهقة كنت أدون مذاكرتي بشكل يومي، شاركت في العديد من المسابقات الأدبية اثناء المرحلة الثانوية، كانت كلها محاولات خجولة صراحة، أمنيتي أن لا أفقد شغفي  في الكتابة، اتمنى أن أكتب دائما،. الكتابة تمنحني مصالحة وهدنة مع ذاتي ومع الحياة، لا أتمنى أن أصبح كاتبة بقدر ما أتمنى إن اترك أثرا من خلال كتاباتي.


ما الذي جعلك ترغبين في الكتابة ؟

أنا كتبت الرواية لكن ليس بغاية النشر مثلها مثل الكثير من المحاولات السابقة، لكن زوجي رفض أن أضع ما كتبت في درج منسي، و شجعني أن أنشر الرواية لأنها بنظره متكاملة من حيث الأسلوب والحبكة والسرد وما إلى ذلك، تخوفت في بداية الأمر من ان ترفض مثلا، لكن هو قدم لي الكثير من الدعم والتشجيع حتى أنه هو من تواصل مع دار النشر


هل أن تكون كاتبًا هو مهنة أم شغف لك؟

لا يصلح الأدب والحالة الإبداعية أن يكون مهنة يعتاش منها الكاتب وأخص الكتاب العرب دونا عن غيرهم، في مجتمعنا صعب أن يكون الأدب مهنة،  لأسباب عديدة يطول شرحها، لكن في المجمل أنا شخصيا لا أفضل أن تكون الكتابة مهنتي الكتابة مثلما قلت هي حالة إبداعية وشغف.


حدثينا عن الكروب الذي أنشأتيه؟ من اين اتتك هكذا فكرة؟ وما كانت دوافعك للاستمرار والمداومة على النشر المستمر ؟ 

المجموعة انشأتها من سنوات صراحة وهي أيضا محاولة لأترك أثرا إيجابيا. 

الفكرة آتت بعد أن تواصلت معي  فتاة عن طريق الماسنجر فتاة  لا أعرفها كانت مكتئبة جدا و لا تعرف من أين تبدأ حياتها، لديها مشاكل عائلية كثيرة وايضا عدم مصالحة نفسية مع ذاتها، حاولت أن اخفف عنها قدر الإمكان ونجحت فعلا كنت سعيدة جدا أني نجحت في تلك المحاولة ، من هنا خطرت لي فكرة أن أنشر من خلال الفيسبوك منشورات نفسية داعمة للنساء، ولاسيما كان لدي محاولة أيضا سابقة مع  فريق تطوعي في دعم النساء السوريات المقيمات في تركيا، المجموعة ليست استشارية ولا أدعي أني مستشارة نفسية، المجموعة عبارة عن مساحة للفضفضة النفسية ومشاركة تجارب حياتية واستنتاجات من الممكن أن نضيئ ببعض الكلمات وان ننشر الإيجابية لشخص يكون في أشد الحاجة إليها.


هل لديكِ شغف آخر غير الكتابة؟

شغفي الكبير هو الإعلام، المهنة الأقرب إلى قلبي، لم يكن الطريق سهلا ابدا وخاصة بعد خروجنا من سوريا، كان التحدي أصعب مما توقعت، لكن الإرادة تحقق المستحيل وأنا بقيت متمسكة بهذا الحلم أيضا واستطعت بفضل الله ودعم زوجي وعائلتي أن أحقق نجاحات في هذا المجال، ودائما وأبدا سأبقى متمسكة بهذا الشغف الجميل.

يعني الكتابة بالنسبة لي موهبة لكن الإعلام هي مهنة ومستقبل  وحقيقة أحارب كثيرا لأحقق نجاحا في هذا المجال.


ما هي الصعوبات التي يواجهها الكاتب من حيث المسؤولية؟

أرى أن كل من يمسك قلم ليخط رأيا للناس أو ليسلط الضوء على مشكلة مجتمعية، أو أن يدون مشاهدات حياتيه ويوثقها او أن يحاول طرح مادة معينة، سيكون في المستقبل شريكا في النتائج، فحين تقدم مادة ما عليك أن تكون حريصا جدا فيما تكتب وكيف تنقل أفكارك، لذا أرى أن الكتابة بكل أنواعها مسؤولية وعبء ثقيل جدا وعلى الكاتب ان يكون حذرا جدا، من السهل أن تكتب لكن من الصعب أن تقدم محتوى مهم، ومن المهم جدا أن تبني ككاتب جسور ثقة بينك وبين القارئ أيضا. هذه صعوبات حقيقية

الكتابة لا تصلح ان تكون عبثية هناك حتما رسالة معينة وهنا تكمن المسؤولية.


كلمة أخيرة؟

رسالتي الأخيرة لبنات جيلي مثلما يقال:

تأكدي أننا كلنا مميزات وكلنا موهوبات وقادات فعلا على ترك أثر جميل في هذه الحياة، لا تبخلي على نفسك غوصي في أعماقك وابحثي عن هدفك وعن ذاتك وعن كينونتك، وكوني على ثقة انك قادرة ولديك قوة عظيمة لكن لم تستدل بعد على الطريق الصحيح لإخراجها من داخلك، حاولي ثم حاولي ثم حاولي وكوني وكوني مؤمنة أن الوصول ممكن وليس مستحيل فقط اخطي الخطوة الأولى وستنبهرين لاحقا بقدراتك ومواهبك.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار حصري مع الكاتب السوري "محمد حاج علي"« انا قلم يقاتل من أجل الحرية».

سعداوي اماني تكتب :" يا أماه".