وداد كبر تكتب: العلم والجهل.

 العلم و الجهل

 

" العلم "؛" الجهل " كلمتين مختلفتين و كل منهما تملك مفهومها و معناها الخاص، فإذا طرحنا هذين السؤالين | ما معنى العلم و الجهل؟ و ما الفرق بينهما؟ | على عدد معين من الأشخاص كل منهم سيقدم جوابا مختلفا وفقا لما يعرفه، لكن المشكل المطروح هو أن نسبة كبيرة من الأفراد في مجتمعاتنا ليسوا بدراية عن المعنى الحقيقي للعلم و جوهره و ينطبق هذا الأمر على الجهل أيضا.


فالعلم بمعناه البسيط هو الأداة التي تساعد الإنسان على فهم العديد من الأمور في الحياة و التمييز بين الصالحة منها و الفاسدة، و يقال ' تغذية الفكر هي شمس ثانية للمتعلمين ' هذه المقولة تلخص فائدة العلم و منفعته الكبيرة بحيث يعتبر نورا لمتلقيه، فالعلم دائما ما يقود صاحبه إلى الارتقاء و التقدم و تحقيق الأهداف بسلاسة و ذكاء و هو أيضا يكسب الفرد عادات جيدة و يرفع من قيمته أينما حل و ارتحل كما ذكر في حكمة مشهورة " المعرفة كنز يتبع صاحبه أينما ذهب "، فالعلم ضرورة لتهذيب النفس و الارتقاء بها كما يقال " العلم و الأخلاق وجهان لعملة واحدة " أي أن العلم يكسب صاحبه الأخلاق الحميدة و أن هذين الاثنين يكملان بعضهما البعض. كما أن للعلم دور فعال و مهم داخل المجتمع بحيث يكسبه التقدم و التحضر مما يؤدي إلى الازدهار و الارتقاء و القضاء على العديظ من المشاكل الاجتماعية التي ترتفع بنسبة كبيرة عاما بعد عام، بالإضافة الى هذا فلو كان جميع أفراد المجتمع متعلمون و مثقفون لحصلنا على المجتمع المثالي الذي يحلم به كل فرد و الذي يصعب تطبيقه على أرض الواقع.

 

أما بالنسبة للجهل فهو نقيض العلم و ضده تماما بحيث يهوي بالفرد دائما إلى القاع و يجعله منبوذا و غير مرغوب فيه، و يقود بصاحبه إلى الفشل و الضياع و بالتالي عدم تحقيق الذات و الانحراف بالإضافة إلى اكتساب عادات منحطة، و يقول الكاتب ' عبد الرحمن الكواكبي' في هذا " أضر شيئ على الانسان هو الجهل، و أضر آثار الجهل هو الخوف " و هذا كاف ليوضح مصير الجاهل ألا و هو الخوف، و أول ما يخاف منه الجاهل و يخشاه هو نظرة المجتمع له إذ يراه عالة عليه ولا يذهب به سوى إلى الهاوية لأن الجاهل في الحقيقة لا يستطيع التمييز بين الأمور الصالحة و الفاسدة، إذن فالجهل عموما هو ظلام دامس يطمس عقل و قلب الإنسان و يجعل عمره يمر هباء بدون تحقيق أي انجازات يُفتخر بها، و يقال " الجهل هو بيئة خصبة للخرافات و الأوهام و الأفكار السلبية و انتشار الجرائم " فالجهل لا يؤدي بالمجتمع إلا نحو الفساد و الانحدار و الانحراف تماما كما يَفعل بالفرد.


و نلخص هذين النفهومين أي ( العلم ) و ( الجهل ) و نوضح الفرق بينهما ببساطة من خلال هذه الحكمة " الجهل وباء مدمر و العلم هو اللقاح "، فيجب تعميم العلم داخل المجتمعات و القضاء على الجهل للارتقاء بها و التقدم بها نحو الأفضل.

وداد كبر.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التونسية سلمى صدراوي تكتب: أيقنت أنّ..

سيرة ذاتية زاخرة بالنجاحات للكاتبة الجزائرية"بلموكر شيماء"لطالما حاولت معرفة أسرار تلك الروح الصنديدية لكن دون جدوى"..

حوار حصري مع الكاتب السوري "محمد حاج علي"« انا قلم يقاتل من أجل الحرية».