حوار شيق وحصري مع الأديبة السورية؛ إيمان الدرع، تقديم أميرة غربي.

 هلا عرفتنا عن نفسك  أستاذة؟

إيمان الدرع..من دمشق 

إجازة لغة عربية...عملت في المجال التربوي مديرة لثانوية البنات لفترة طويلة

ثم تقدمت باستقالتي عن العمل لاتفرغ للكتابة والتأليف

لدي ست  مجموعات قصصية..وثلاث روايات  



ماشاء الله ، كاتبة ونالت كتاباتك قبولا كبيرا في الوسط الادبي 

هل تكتبين للترويح عن النفس أو لأنك تحملين قضية مجتمع؟


طبعا الكتابة تسكن دمي ولدت معي وسكنت روحي

طبعا في البداية كنت أكتب حبا في الكتابة وحسب

كانت مجموعتي القصصية  الأولى في سن صغيرة  وكبرت موهبتي التي تحدث عنها كل من قرأ لي وهذا ماكان يرضي طموحي.

ولكن في زمن الحرب الظالمة على بلدنا الحبيب صارت الأحداث المؤلمة هي التي تكتبني وتدفعني لتسطير الواقع الذي أعيشه ويعيشه المجتمع من حولي على بياض الصفحات فتغدو مثقلة بالدمع ولكنها تتشبث بالأمل في ذات الوقت...منذ بدأت الحرب لم يكتب قلمي سوى للوطن..لتأريخ وتوثيق ما يحدث كشاهدة على الجرح. بقلم لاينحاز إلا للوطن وللناس الذي اكتووا بنار الحرب وانعكاساتها على حياتهم


هلا حدثتنا عن روايتك "فرنكة؟.

رواية الفرنكة باختصار شديد ...تدور حول نزل ( فندق صغير ) تديره امرأة كبيرة في السن عطوفة حكيمة تفتح قلبها لرواد النزل القادمين من محافظات شتى

هؤلاء النزلاء لكل منهم قصة حملها معه في ظل الحرب اللئيمة وقصد هذا المكان كمحطة يعالج بها ظروفه الصعبة العالقة التي أتى من أجلها 

في البداية يحتدم الصراع وتباين التوجهات واختلاف الأمزجة والصفات..ولكن مع مرور الوقت تزول هذه الفوارق ويبقى الانسجام ووحدة المصير والقواسم المشتركة التي توحد الجميع على قلب واحد هي الأبقى

هذا النزل يرمز إلى سوريا والنزلاء الذين أهلها الطيبون..والنهاية تنفتح على إشراقة في المشهد رغم كل الظروف أبقى.

لك عدة مشاركات وأقام الكثير من النقاد دراسة نقدية لروايتك هلا حدثتنا عن انطباعاتهم عن الرواية ؟

كان انطباعا مدهشا مازلت أجني ثماره حتى اللحظة...وربما تتحول الى مسلسل درامي ادرس عروضه

وما أسعدني حقا اتصال مدير دار نينوى  للطباعة والنشر الأستاذ القدير  أيمن غزالي يهنئني بأن الرواية نجحت بشدة ومطلوبة من خارج سوريا عربيا وأجنبيا...وهذا ما يتمناه اي روائي : ان تصل كتاباته الى أبعد بقاع الأرض تتويجا لعلمه  وأدبه وإبداعه



كيف للكاتب أن يوازن بين الإبداع و الخوض في مواضيع غير مستهلكة كون الساحة الأدبية تشهد تكرار و نسخ كثيرة من الكتابة؟

سؤال جوهري وذكي جدا...من جهتي وأتحدث عن نفسي دائما أحاول ان أنأى وأبتعد عن المواضيع المستهلكة والمطروحة يرتابة وتكرار ممل يفقد عناصر التشويق فيها والاهتمام في متابعتها لدى القارئ..

اتناول أي حدث من زاوية مختلفة متجددة بعيدا عن النمطي السائد ولا أسير ما استطعت على مبدأ القطيع المتشابه ..أتمنىدائما أن أوفق في رؤيتي ومعالجتي للحدث 



تعتبرين أنموذجا مميزا لكل امرأة تخوض معركة الحياة و تواجه الصعاب بين وطن مسلوب و حياة صعبة ، برأيك ماهو تأثير الادب النسوي على الساحة الادبية؟


طبعا هناك من يرفض هذه التسمية (  الأدب النسوي) ويقول إن الأدب واحد بلا تفرقة بين الجنسين

وأقول: من وجهة نظر أومن بها بأن المراة أقدر على تفسير مشاعر الأسرة ووواقعها وهموم النساء ومواجعهن والتظلم الذي تبثّه المراة في حال تهميشها ونكران حقوقها... حسب المواضيع التي يتطلبها السرد والهدف منه ..



كلمة توجيهية لجميع القراء؟

أتمنى على الجميع أن يكونوا بخير ...وأن لايصفقوا مجاملة لأدب رديء فذلك يؤذي المشهد الثقافي ويمسح عنه جودته وقيمته... وفي النهاية لايصح الا الصحيح ولا يخلد الأديب إلا روائعه وبصمته الإبداعية الصادقة التي تحترم عقله وتفكيره

آملة لبلدي ولكل الاوطان كل ازدهار وتقدم ونماء

شكرا يا أستاذة على طرح هذه الأسئلة العميقة الذكية فقد شدتني إليها فكتبت بسرور وانسيابية وصدق..محبتي.

سررنا بالحوار معك ،وعلى إجاباتك الصادقة والعفوية، نسأل الله أن تكوني ممن وضعوا بصمتهم في الساحة الأدبية.

حاورتها :، أميرة عبد العزيز.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار حصري مع الكاتب السوري "محمد حاج علي"« انا قلم يقاتل من أجل الحرية».

سعداوي اماني تكتب :" يا أماه".