بين اليأس والأمل بقلم الجزائرية أزهار خلاف
بين يأسٍ و أمل
^_________________^
يُحكى فِي قَدِيم الزَمان ،فِي عَصرٍ لَم يَكُن للبَشَرِية مَحَلٌ وَ لا عُنوان ،عَصرُ المَشاعِر وَ الوُجدَان ،فِي عَالمٍ يَسُودهُ الأَمَان جُمِعت كُلُ الأُمنِيات ، وَ الأَحاسِيس و الإنفِعالات فِي مَكانٍ يُدعى الحَياة .
ذات يوم بَينَما الكُلُ مَشغُول ،قَرر الأملُ أَن يَخرُج لِلتجول ،فِي أَرجاء الحياة و صُدفةً التقَى بِنظِيره المَشؤُوم _اليَأسُ_ وَ مَن غَيرهُ يَکون ،وَ دَار بَينهُما الحِوار حَول مَن لَه أثر وَ وُجُود وَ أيُّهما محدود فَذهبا لِيستدلَا بِشُهود.
مَرا بِالنجاح الذي كان في استراح بعد الف تعب و مجهود فسألاه:
مَا سرك يا نجاح! و كيف حققت الأفراح؟
فقال: أأمل بالوصول ،فأبدأ بالحصول ،تعبٌ وَ كَدٌ لا يأسٌ و لا بأسٌ مُحاولةٌ وَ جُهد ثُم نَجاحٌ مَحصُود .
تَفوق الأمل عن اليأس و قررا الاستعانة بِشاهدٍ آخر ، وَ التقيا بالحُب يَجمعُ بين ثنائيين فسألاه : كيف هذا اللين؟
قال: أنا أجمع كل اثنين أجدهما متفائلين ،رغم الكل اختارا أن يكونا مرتبطين و للصعاب متجاوزين ، فأجعلهما حبيبين لأن قلوبهما آملين متقاربين.
مَا إن أنهى حديثه حتى مر بهم الصبر و سألهم ماذا هناك؟
فسألاه : كيف لك أن تكون ،صابرا متحملا أعباء الكون ؟
ألا هناك قنوط؟
فأجاب : أعلم أن الله موجود وحده المعبود، ربما ابتلاني بباب مسدود هي شدة و لن تعود .لأن ربي رؤوف رحيم و سيعوضني برزق كريم ، يُنسيني ثقل ما كان فيُهان.
يَأس اليأس بشدة و لم تقنعه اجابات العدة.
و اقترح أن يذهبا للحياة فهي أكبر و أعقل عن ما فات
قابلاها و قالا : جِئناك يا حياة و خلفنا تساؤلات عن السر الذي يربطك بالسعادة ! فهل من إفادة؟
فأجابت بابتسامة :
إنه الأمل و بكل بساطة
من يعش آملا يلقى حياة سعيدة و أفراحا مديدة
فأجاب الأمل : لا تيأس يا يأس فأنا من شدتك أنبع ، ومن أقاصيك أسطع.
فرد اليأس قائلا: أعترف أنك سر كل نجاح و سعادةٍ و أفراح
فمن عاش بآمال كسب حياةً بجمال.
#بقلم : أزهار خلاف / الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا من فضلك و تذكر "ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد".