تواترات بقلم الصديق خضراوي.


عنوان النص: تواترات.

يتمت منذ ولوجي الدنيا وساد جوارحي اليأس و ذاق صدري القنوط، لكن فيّ بذرة التفاؤل مهما وصلت لنجاح كبلتني عقبات تسعدني أحيانا، أما الباقي عذاب مستديم يقودني لحالات يستحيل وصفها.

المال  لا يحقق سوى القليل ويسود الحاضر أما بداية الألم تكون مع الجميع، هذا ناصح وذاك مادح والآخر ذام، كلهم يصطنعون المحبة 

أعرف ما أتفق عليه العرب لكن لايعني لي شيء، توالت الأيام وصار قلبي كتلة حجر 

اتهموني بعدة ألقاب، جعلت منها كبوة لشق طريقي فرضوا عني الوصاية لأني لا أعرف مصلحتي، منعوني من الكلام وصار ينابزوني بالاخلاق والفضائل كل هذا لم يشفع لي.

تعددت مناقب الحياة لأكتشف فيها عدة أسرار، المحبة متنوعة لكن لا أشعر بها حتى تمنيت لو كنت أخرص وأصم وأبكم لكي لا أعِ مايقال، تهفو نفسي لسفر وأعتزل هذه المعاناة،

مرضت وزادت أزمتي النفسية في تدهور لأن لا شيء يسد رمقي سوى الكتابة التي تغافلت عنها منذ أمد، لأنه لا يوجد من يقدر أدبي إلا أن صادفت مجلة أميرة الكويتية  التي سارت بحروفنا نحو القمة فكل ما يختلج في صدورنا اتضح للقاصي والتي لمع صيتها وتوجت بالعالمية.

فعطرت باريج حروفها الأماكن وعبق جملها يكتسي كل أديب وراوي خصصت لنا وقتها الثمين ومعلميها كأنهم الجوهر المكنون نفوسهم طامحة تتمنى لكل إنسان تحقيق هدفه المنشود،

أعادت لي الثقة بنفسي رغم المعضلات التي لا أستطيع البوح عنها.

أرضنا طيبة واقعها مشوؤم حكم القدماء تثلج الصدور لكن هيهات عن أناس رحلوا وفارقونا نساء ميزهم الحياء ورجال نعمهم الشقاء، شبابنا لاهية مساجدنا خاوية، أجدادنا ارتحلوا أينما وجدوا رزقهم، أما اليوم صغيرنا مهموم وشبابنا ضائعين ومتزوجونا دون مأوى كلنا نعرف بعضنا في قريتنا. 

سبيلي لا اعرف أين أجده، فربما في الغيب مكتوب علي الشقاء وأنا أعيش على أمل حتى لحظات أخيرة.

يكدرني الضجر في عواقب وخيمة تحملت مهجتي ما لا أطيق تنهداتي، زادت في سرية تامة زخزفت حياتي بالتفاؤل ما إن غدت حتى عادت كسابقتها موت محدد بأجل وأنا تمنيته منذ الأزل، البارحة خرجت لرمي القمامة فأجاني قط أسود على ناصيتي بيتنا طردته بالحجارة فأهملني كأني غير موجود، أصابني الذهول وأنا غاضب لكن اسريت بسورة الكرسي فتركني فتراجعت لمطرحي، سارت بي مخيلتي ليوم شتاءا ذو ظلام دامس أيقظني أبتِ وساعة الحائط متوقفة إشتري لنا الحليب، فأخذت النقود وسرت نحو وجهتي في طريقي صادفني شبيه ذاك القط يكشر بأنيابه ويزمجر بشراسة صارعته بالحجارة،  لكنها عادت لي ولم يأبه لهذا واصلت السير وأنا ألتفت إليه، إنطفأ ذاك الشيء كأنه مصباح يريد أن يحترق.

تسارعت خطواتي  تعلوها بعض النهجات وكانت الاجواء كلها مغلقة الى ان وصلت ذاك المحل الذي يبعدنا بعض الشيء لكن بادرني بالقول اتدري كم الساعة فأشار الى ساعته انها الثانية والنصف ليلا ومن هنا اخذت حاجتي وعدت ادراجي من وجهة أخرى. 

وفى ليلة موالية اخذت القهوة للمقاومين عند خروجي من مقرهم سمعت صوت الرصاص فتجمد الدم في عروقي، وسرت جنب الجدار وزادت  نيران الرصاص وأنا أسير والخوف يتملكني إلى أن وصلت منزلنا  ولم أن ليلتها ولم أنسى تلك المواقف عقلي يحملها، كلما أحمل قلمي تأرقني تلك اللحظات ويبدو على وجهي ما يجوب به فؤادي  لن يلجم أحد صوت قلمي وإحساسي المنهمر الذي لايتعدى ماذكرت سابقا.

خضراوي الصديق.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار حصري مع الكاتب السوري "محمد حاج علي"« انا قلم يقاتل من أجل الحرية».

سعداوي اماني تكتب :" يا أماه".